هل أثّرت جائحة “كورونا” على الوقاية المبكرة من “السرطان”؟
في اليوم العالمي للسرطان، عقد برنامج الأبحاث للوقاية من السرطان ومكافحته، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة ومركز الحسين للسرطان KHCC، مؤتمرًا توعويًا بواسطة العالم الافتراضي عبر الانترنت، تحت عنوان “الوقاية من السرطان وإعادة تحديد سبل مكافحة المرض في ظل انتشار جائحة كوفيد-19” في لبنان والمنطقة، وذلك في معهد نايف باسيل للسرطان، في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUBMC.
يهدف المؤتمر إلى تحفيز جميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية لنشر الوعي حول الوقاية من مرض السرطان ومكافحته حتى أثناء انتشار جائحة كوفيد-19، في محاولةٍ للحد من الزيادة الوشيكة في حدوث السرطان في المستقبل القريب.
وقد شارك في جلسات الحوار عبر الإنترنت، الأولى من نوعها، عدد من ممثلي المراكز الطبية والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى أطباء محليين ودوليين وعلماء مختصين من مختلف الخلفيات، بما فيها الطبية والتمريضية والصحة العامة، حيث شكّل المؤتمر فرصة للمشاركين لمناقشة وإيجاد طرق للتعاون، في مواجهة تحديات وعواقب جائحة كوفيد-19 على سلسلة خدمات الرعاية الصحية لمصابي السرطان، بدءًا من الوقاية الأولية والكشف المبكر لتوفير الرعاية لمرضى السرطان، بالإضافة إلى تطوير الإستراتيجيات من مؤسسات السرطان والمنظمات غير الحكومية.
وجرى بحث العديد من المواضيع في المؤتمر، أبرزها موضوع الوقاية الأولية من السرطان في سياق التباعد الاجتماعي، إلى جانب تأثير كوفيد-19 على فحص السرطان، والكشف المبكر وكذلك نظرة عامة على استمرارية رعاية مرضى السرطان، بالإضافة إلى خطط التواصل المجتمعي المبتكرة والقابلة للتكيّف اللازمة للحفاظ على الوقاية من السرطان أثناء الجائحة. كما تضمّن المؤتمر مسابقة حول الفكرة الأكثر إبداعاً، لزيادة التوعية حول مرض السرطان في ظل انتشار جائحة كوفيد-19.
وخلال كلمته في حفل افتتاح المؤتمر، قال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، د. فضلو خوري: “في هذه المناسبة، تتكاتف جهودنا مع شركائنا الذين نقدرهم تقديراً عالياً، للقيام بمهمة أساسية تتمثل في إنقاذ وحماية وتحسين أثمن ما تملكه البشرية، الحياة في حد ذاتها”، مضيفًا: “ونحن بحاجة إلى التعاون أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة هذه الجائحة، لفهم الدينامية المتغيرة التي تقوم بها بشكلٍ أفضل، وإيجاد طرق جديدة للتطور ووضع تدابير عملية تضمن استمرار الوقاية من السرطان ومكافحته لتوفير الرعاية لجميع المحتاجين”.
وفي السياق، قالت مديرة برنامج الأبحاث للوقاية من السرطان ومكافحته في معهد نايف باسيل للسرطان، د. رحاب نصر: “أدى انتشار جائحة كوفيد-19 إلى بروز تحديات هائلة تؤثّر على كل جانب من جوانب رعاية مرضى السرطان، حيث كان لهذه الجائحة التأثير الشديد على مدى الوقاية من السرطان ومكافحته، ما أدى إلى انخفاض كبير في فحوصات الكشف عن السرطان وتأخير التشخيص المبكر، وبالتالي تأخير رعاية مرضى السرطان”، لافتة إلى أنه يجب التكيّف لمواجهة التحديات الجديدة، لا سيما وأن مرض السرطان يمكن الوقاية منه.
بدوره، عبّر مدير معهد نايف باسيل للسرطان، د. علي طاهر، عن امتنانه وتقديره للجهود التي تبذلها مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، وقال: “انطلاقاً من موقعنا كخبراء، دفعتنا هذه التحديات للعمل معاً سعياً لكسب المعركة. إن تعاوننا اليوم مع مؤسسة ومركز الحسين للسرطان يشكل خطوة كبيرة نحو تعزيز تبادل المعرفة ونشر التوعية حول مرض السرطان في عصر جائحة كوفيد-19″، مشددًا على أنهم في معهد نايف باسيل للسرطان يسعون لجعل المجتمع بأسره، وخصوصًا مرضى السرطان، يدركون ويناصرون أهمية صحتهم وسلامتهم خلال هذه الأيام الصعبة.
وتوجّه طاهر بالشكر والامتنان للأميرة غيداء طلال ولمؤسسة ومركز الحسين للسرطان على دعمهم من خلال العديد من الهبات، والتي شملت أدوية لمعهد نايف باسيل للسرطان وهبة خاصة لصندوق دعم مرضى السرطان.
من جهتها، قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال: “لا يمكن لأحد أن يتجاهل هذه الجائحة التي اجتاحت مراكز السرطان في جميع أنحاء العالم، وأدخلت مجموعة جديدة من التحديات”، لافتة إلى أنه لطالما كانت مكافحة السرطان تمثل تحدياً، لكن مكافحة السرطان أثناء انتشار الجائحة تتطلب جهوداً هائلة وموارد وشراكة وثيقة بين المؤسسات لزيادة التعاون وإعادة توجيه انتباه العالم نحو مكافحة هذا المرض.
وخلال مشاركته في المؤتمر، أشار أستاذ بلومبيرغ المتميز في علم الأورام وعلم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز، د. أوتيس برولي، إلى أن فيروس كوفيد-19 يحلّ محل العديد من المرضى غير المصابين بـكوفيد-19 ويحرمهم من الرعاية الصحية، إذ توفي العديد من ضحايا جائحة كوفيد-19 جراء أمراض لا علاقة لها بالفيروس بسبب ازدحام مراكز الرعاية الصحية.
من هنا، وبهدف الوقاية من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والمساعدة على الصمود والبقاء على قيد الحياة في مواجهة فيروس كورونا، ركّز د. برولي على أهمية الحفاظ على نظام غذائي جيد، والاهتمام بسلامة أي شخص وممارسة الرياضة، مع التشديد على عدم التدخين.
وفي المحصلة، أكد المؤتمر على الالتزام القوي لكل من ومعهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، في مواصلة مساعدة ودعم مرضى السرطان، لا سيما خلال انتشار جائحة كوفيد-19، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحسين الصحة والسلامة.